ذكرياتي في عُمان
تعاودني الذكريات وأنا طفلة فبينما أنا في الطائرة أنتظر النزول حتى نظرت من نافذتها لاجد صحراء رملية وجبالاً سوداء عالية وبيوتاً صغيرة لا تكاد تظهر بجانب الجبال العملاقة، وما إن توقفت الطائرة ونزلت من الدرجة الأولى في المطار حتى شعرت بلفحة حامية من الشمس الحارقة والرمال المتوهجه كادت تمسُّ وجهي، فشعرت بهولٍ ورهبةٍ عميقة، وما هي إلا لحظات حتى استلقينا حافلةً توصلني وأهلي وهناك في منطقة بركاء بعد مسقط سرنا في شارع تحفّ به البيوت العُمانية القديمة بطرازها المعماري الإسلامي، وبساطتها وطيبة أهلها، نجد أشجار النخيل كلما سرى للداخل وأهم ما يصادف تلك القِلاع القديمة بحجرها الدول.
وكما سرت سمعت صوت ذلك الطائر الأسود الغراب بصوته المميز، وأما الشعب العماني فيرتدي الرجال الدشداشه والحفاية ويضعون فوق رؤوسهم الكُمّة العُمانية المزركشة، وتجد كثيراً من المحال التي يعمل فيها الهنود، المطاعم والمخابز وغيرها، وأما حلواهم اللذيذه الحلوى العُمانية بفكهتها المميزه، وخبز البوري، أجواء رائعة للجمال تزيدك انبهاراً كلما سرت للجنوب لمنطقه صلالة، عُمان بلد مميز بطيب وببساطة أهله، ذكريات أحب أن أعود لأعيشها لتزيد عبقاً برائحة البخور وبنقش الحنّاء المميّز.
أمّا المناسبات والأعياد فهي مميّزة حيث يقومون قبل العيد بأيام بدفن اللحم تحت الأرض مغطى بسعف النخيل ليتم تجهيزه لصباح العيد، ويرتدون الملابس المزركشة تحتها السروال العُماني ثم الشال الذي يُلف على الرأس للنساء، أما في شهر رمضان فالأجواء جميلة حيث يتم تجهيز الافطار بحلوى منوعة أهمها لقمة القاضي، والسمبوسك والحلوى العُمانية، وخبز البوري وأنواع كثيرة أخذت أفكارها من الهند ومصر والمغرب وتونس والأردن وغيرها، ثم يفطرون على هذه الحلوى والفواكة، وبعد صلاة التراويح وفي وقت متأخر يتم التجهيز للأفطار بالطبخالثريد، والخبيص والأرز واللحم وهكذا ثم يجهزون طبخاً آخر للحوره، ما زالت قصّة البحر وصيد السمك في عُمان تمتاز بحكاية رائعة الجمال ففي الصباح ينزل الصيادون بقواربهم ويصيدون أنواعاً كثيرة من السمك، ويتم بيعها على الشاطئ وهي طازجة بأسعار رمزي، فالسمك غذاء مهم في عُمان..
الكلام يطول ورحلتي في عُمان لا تنتهي .