أثار قرار نقيب الموسيقيين في مصر، بالمنع التام لمؤدي المهرجانات من الغناء، جدلاً كبيراً سواء على مواقع التواصل الاجتماعي، أو برامج التوك شو، وانقسموا ما بين مؤيد للقرار وما بين رافض له، مطالبين فقط بالتقنين وليس المنع التام.
تعود التفاصيل إلى إصدار هاني شاكر، بصفته نقيبا للموسيقيين قراراً، مساء الأحد، يفيد بمنع مؤدي المهرجانات من الغناء، وجاء نص البيان الإعلامي كالتالي: “على جميع المنشآت السياحية والبواخر النيلية والملاهي الليلية والكافيهات عدم التعامل مع من يطلق عليهم اسم مطربي المهرجانات، ومن يخالف هذا القرار ستقوم النقابة باتخاذ كافة الإجراءات القانونية ضده وضد المنشأة التي سمحت لهم بالغناء”.
أتي هذا القرار النهائي بعدما حدث يوم الجمعة الماضي في استاد القاهرة، احتفالا بعيد الحب؛ حيث سبق وطالب هاني شاكر مقدمي اغنيه بنت الجيران “وهما حسن شاكوش وعمر كمال بحذف جملة “خمور وحشيش” من الأغنية، إلا أنه فوجئ بعدم حذفها في الحفل، ورغم اعتذارهما عما حدث وتأكيدهما أن هناك خطأ حدث، وتم استبدال الأسطوانة التي كانت عليها الأغنية بعد حذف الجملة، إلا أن شاكر لم يقبل الاعتذار، موضحاً في مداخلة مع الإعلامي عمرو أديب أن هذا الموقف هو الذي دفعه لاتخاذ القرار، لأنه شعر بأنه في واد، و القرار أثار جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي؛ فهناك من هلل فرحا به، مؤكدين أن هذه النوعية من الأغاني ساهمت في إفساد الكثير من الشباب والأطفال لاحتوائها على ألفاظ لا تليق، فيما طالب آخرون بعدم المنع التام، بل محاولة التقنين. من مؤيدي هذا الرأي، الفنان أحمد وفيق، حيث كتب على فيسبوك ساخراً: “يعني مش عارف تمنع صوت الكلاكسات اللي ما بتبطلش ولوثت دماغنا .. ومش عارف تمنع غسيل البهايم في النيل .. ومش عارف تمنع رمي الزبالة في الشارع … وعارف تمنع ناس تغني؟؟؟ إحنا بنلعب في مرحلة العبث.. والعبث نفسه بيلعب فينا”.
أما الفنان عمرو محمود ياسين، فكتب: “لو مشكلة المهرجانات في الكلمات ليه ما يتعملش رقابة على الكلمة؟ ولا في مشاكل تانية؟ إنما المنع التام فده شيء لا أستوعبه في عام 2020”.
وفي مداخلة هاتفية بأحد البرامج قال الشاعر والسينارست مدحت العدل، إنه ضد القرار ومن الممكن تقنين الأغاني فقط وحذف ما بها من كلمات مسيئة، مشيراً إلى أن قرار المنع تجاهل محبي هذه النوعية من الأغاني، معربا عن حبه لأغنية المهرجانات “بنت الجيران”، موضحاً أنه “لا أحد يستطيع تغيير طريقة هؤلاء المطربين في الغناء وشريحة كبيرة من الجمهور أحبتهم بهذا الشكل كما هم”.
وفي مداخلة هاتفية بأحد البرامج أيضاً، قال النائب صلاح حسب الله، المتحدث باسم مجلس النواب، إنه تح مع نقيب الموسيقيين وطالبه بالثبات على موقفه، مضيفاً أن مصر كانت تصدر للعالم العربي الفن ولا يجدي أن يتحول الآن إلى مطرب يخلع ملابسه على المسرح، وشبه النائب أغاني المهرجانات بأنها “أخطر على مصر من فيروس كورونا”.
من ناحيته، قال مؤدي المهرجانات، عمر كمال، في تصريحات لـ “العربي الجديد”، إن القرار بالطبع بالنسبة له محزن جدا لكن لا شيء بأيديه، موضحا أن الفنان هاني شاكر مطرب كبير ولابد من احترام قراره.
أما مؤدي المهرجانات، حسن شاكوش فقال لـ”العربي الجديد”، إن القرار صعب للغاية، مشيرا إلى أنه لا يعرفدثمؤدي مثل هذه النوعية م كيف سيحدد وضعه حاليا، كونه سبق وأدى امتحانات النقابة واجتازها ومعه إيصال لاستلام كارنية نقابة الموسيقيين، لكن لا يعرف ماذا سيحدث؟ موضحا أنه لا يمكنه فعل أي شيء سوى أن ينتظر ليعرف مصيره.
وقد أيد القرار الموسيقار حلمي بكر قائلا لـ”العربي الجديد”، إن القرار محترم، وتوجه بالشكر لهاني شاكر، مضيفاً: “لكن للأسف الشديد فمن الصعب تطبيق القرار لأن مطربي هذه النوعية من الأغاني أصبحوا كثيرين للغاية ومنتشرين كالوباء في كل مكان”، حسب كلامه، ووصفهم بأنهم “يخربون الذوق العام بألفاظهم وحركاتهم غير اللائقة والتي تتنافى تماما مع الفن المحترم”.