تسجيل الدخول

وانهار الجدار

2019-12-12T12:11:51+02:00
2019-12-22T08:58:58+02:00
واحة الأدب
hanen12 ديسمبر 2019آخر تحديث : منذ 5 سنوات
وانهار الجدار

نصرخ … نضحك ثَمَ يرهقنا الجريُ بلا هدف ، وفي ظلّ أشجار الزّيتون نجلس نلاتقب ما تعودنا عليه أمي تنادي هيّا محمّد اجلس واخوتك تعال وتناول منّي ما أحمل بسرعة أركض وكلّي شوق لما وضعته أمّي فوق الطّبق … طبق القشّ زيتون وزيت وزعتر مع خبز الطابون السّاخن برائحته الشّهيّه … أنتشي … أنتشي عبقها فترتدُ لي الرّوح …ابريق من الشّاي ينتظر من يحمله أمام باب منزله القديم في قريتنا وسط كرم زيتون …أحملالطّبق وأجلس ، يتراكض اخوتي الواحد تلو الآخر هيّا … هيّا تعالوا لنتناول الفطور … نجلس نتقاسم خبز الطابون ونغمسه بالزيت والزّعتر وما نكاد نبدأ حتى تتناثر علينا طائرات القشّ الذي نثرته الذّجاج ات حولنا وهي تحفز بقدميها … ننظر تارة يمنة وتارة يسرة خيوط من أشعّة الشّمس تتسلّل عبر أغصان الزّيتون .

ذهبت أمّي لتكمل عملها ، وفجأة هبّ ذعر هزَ الأرض حولنا ، وكأنه زلزال مدمّر أصوات غريبة ، ننظر من كلّ صوب ما هذا !… ركض أخي الصّغير أمّي أمّي … ركضت أمّي وهي تتعثر بالحصى وتكاد الأرض لا تحملها من الذّعر يا أولاد ماذا هناك ؟

سألت أمي وما كادت تعرف الاجابة حتى ساد الذّعر … عمّ الصّمت … تفجّر الغضب … مزف الألم  ,,,,,,,,,,,,, وخيّم الحزن. أنقلب ابريق الشّاي ونثرت الدّجاجات التراب فوق الزّيت والزّعتر بل تراكضت فوق طبق القشّ تساقطت أوراق من شجرة الزّيتون فوق الطّق ، بات خليطا من تراب الوطن مع الزّيتون والزّيت وخبز أمّي .

ما زلنا في لحظة ألم وخوف وفجأة شاهدنا آليات تتقدم هادمات … حاملات الُذعر والألم  وما كدنا نسترق النّظر حتى انهار الجدار ، كانت آليات العدوّ قد داست أرضنا لتدمّر منزلنا دون اذن أو انسانية لمجرّد أن تشقّ طريقا لتسهّل عبورها لمستوطنة قريبة ، ثمَ استمرّت فداست شجر الزّيتون ، وتهدم جدار قرب منزلنا … عندها توقف الكلام وقررت العودة لأعيد بناء الجدار .

بقلم : وفاء أبو حسن

كلمات دليلية
رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.