نصرخ … نضحك ثَمَ يرهقنا الجريُ بلا هدف ، وفي ظلّ أشجار الزّيتون نجلس نلاتقب ما تعودنا عليه أمي تنادي هيّا محمّد اجلس واخوتك تعال وتناول منّي ما أحمل بسرعة أركض وكلّي شوق لما وضعته أمّي فوق الطّبق … طبق القشّ زيتون وزيت وزعتر مع خبز الطابون السّاخن برائحته الشّهيّه … أنتشي … أنتشي عبقها فترتدُ لي الرّوح …ابريق من الشّاي ينتظر من يحمله أمام باب منزله القديم في قريتنا وسط كرم زيتون …أحملالطّبق وأجلس ، يتراكض اخوتي الواحد تلو الآخر هيّا … هيّا تعالوا لنتناول الفطور … نجلس نتقاسم خبز الطابون ونغمسه بالزيت والزّعتر وما نكاد نبدأ حتى تتناثر علينا طائرات القشّ الذي نثرته الذّجاج ات حولنا وهي تحفز بقدميها … ننظر تارة يمنة وتارة يسرة خيوط من أشعّة الشّمس تتسلّل عبر أغصان الزّيتون .
ذهبت أمّي لتكمل عملها ، وفجأة هبّ ذعر هزَ الأرض حولنا ، وكأنه زلزال مدمّر أصوات غريبة ، ننظر من كلّ صوب ما هذا !… ركض أخي الصّغير أمّي أمّي … ركضت أمّي وهي تتعثر بالحصى وتكاد الأرض لا تحملها من الذّعر يا أولاد ماذا هناك ؟
سألت أمي وما كادت تعرف الاجابة حتى ساد الذّعر … عمّ الصّمت … تفجّر الغضب … مزف الألم ,,,,,,,,,,,,, وخيّم الحزن. أنقلب ابريق الشّاي ونثرت الدّجاجات التراب فوق الزّيت والزّعتر بل تراكضت فوق طبق القشّ تساقطت أوراق من شجرة الزّيتون فوق الطّق ، بات خليطا من تراب الوطن مع الزّيتون والزّيت وخبز أمّي .
ما زلنا في لحظة ألم وخوف وفجأة شاهدنا آليات تتقدم هادمات … حاملات الُذعر والألم وما كدنا نسترق النّظر حتى انهار الجدار ، كانت آليات العدوّ قد داست أرضنا لتدمّر منزلنا دون اذن أو انسانية لمجرّد أن تشقّ طريقا لتسهّل عبورها لمستوطنة قريبة ، ثمَ استمرّت فداست شجر الزّيتون ، وتهدم جدار قرب منزلنا … عندها توقف الكلام وقررت العودة لأعيد بناء الجدار .
بقلم : وفاء أبو حسن