مجلة زوران-منوعات-18-9-2021
“التوحد” مصطلح عام يعبر عن مجموعة من الاضطرابات المعقدة في عملية النمو العقلي. وتتميز تلك الاضطرابات – بدرجات متفاوتة – بصعوبات في التفاعل الاجتماعي، والتواصل اللفظي وغير اللفظي، والسلوكيات المتكررة. وقد يرتبط التوحد بالتأخر العقلي، وصعوبات في التنسيق الحركي والانتباه، ومشاكل الصحة الجسدية؛ مثل: النوم، واضطرابات الجهاز الهضمي.
وبعض المتعايشين بالتوُّحد يتفوقون وبشكل ملحوظ في المهارات البصرية، والموسيقى، والرياضيات، والفنون.
ويتضح أن للتوحد جذورًا تبدأ مع المراحل الأولى للنمو العقلي. ومع ذلك، فإن علاماته وأعراضه الأكثر وضوحًا تميل إلى الظهور في الفترة ما بين عمر السنتين وثلاث السنوات.
وبصفة عامة، فإن التوحد مشكلة عقلية تشكل صعوبة على الأطفال في التواصل مع الآخرين. فإذا حاولنا أن نتخيل ما يحدث داخل رأس طفل يعاني من التوحد، يمكننا أن نتصور شخصًا عصبي المزاج دائمًا مما يجعل تعامله مع العالم من حوله أمرًا صعبًا.
فصوت مثل رنين جرس المدرسة – والذي قد لا يهتم به معظم الأطفال – يبدو لطفل مصاب بالتوحد مثل صوت احتكاك الأظافر بالسبورة. ووجود ماركة في قميص يرتديه تبدو له وكأنه يرتدي سترة تشعره بحكة مزعجة.
كما أن ضوء الشمس في الخارج يجعله يشعر وكأن هناك مصباحًا قد توهج في عينه.
التوحد كأنك تتجول وأظافرك قد قلِّمت قصيرة جدًّا، وترتدي يوميًّا حذاءك في القدم الخاطئة.