ما زلتم مصدر الهامي ورجائي والوتر الذي يعزف عليه قلمي وزفرات الأنفاس من صدري، ما زلتم ندائي حين أتألم، اليكم أيّها الأهل القابعون هناك خلف ضفة النهر حيث تتلاقى الآهات والزفرات.
اليكم يا من يتكلم الشجر والحجر لأجلكم، وتهتزُّ الأرض والجبل، اليكم أيّها الصامدون المثابرون، المناضلون في كل الدّيار، أنتم الصمود وعنوان الفخر والعزَّة غرستم الأرض فأزهرت وغرستم الشجر بذرةً وشتلةً فأينعت وكلما سقط غصن، انطلق بعده مئه،غِراسكم مُثمر، وثمركم حلوة كمذاق العسل، ما حفرتم حفرةً إلا أصبحت كنزاً دفيننا، وما رميتم بذرةً إلا تضاعف بذوراً، اليكم تباشير الفرح والنصر، ومنكم الشدّة والثبات والفخر، يامن ترابطتم بالدماء قبل الأيادي، وتعاهدتم بالآمال والمعاني الدافئة فكنتم حجر عثرة في طريق الأشرار والمعتدين سلام لكم وسلام عليكم يا أطياب الأرض مشارفها ومغاربها، ياطهور الأرض وعبق الريحان يفوح شمالاً وجنوباً، نحن نؤازركم ونرابط معكم فأنتم نحن ونحن أنتم، ومعكم سنكون وبكم سنعود،وستظل أنفاسنا أسيرةً أمام حريتكم اليكم ما زال القلم يخط والأفئدة تخفق.