وعي studio كثيرٌ منا يمارس مع أبنائه “مدمرات التربية” كالصراخ، الإهانة، الاستهزاء، التهديد، الضرب الانتقامي!
ثم إذا كان الولد أو البنت لا يزال يمتلك شيئا من قوة الشخصية، فإنه يتصرف بآليات دفاعية ليحمي شخصيته، فيرد بعنف، يعصي الأوامر، ينظر بغضب، يتكلم باستخفاف، يتصرف باستفزاز (وهذه كلها محاولات لحماية ما تبقى من شخصيته التي نحطمها!)
فنستدعي الشريعة ونلوح له بغضب الله: “أنت عاقٌّ لوالديك”، “الله يقول: فلا تقل لهما أف، فما بالك بكلامك ونظراتك”، “مش راضي عنك”.
ونحن قد أهملنا أصلاً تربيته على محبة الله، وإنما نحسن ذكر الله وكلامه في أوقات التشنج والخلاف معهم !
فلك أن تتصور بعد هذا التشوهات في علاقة أبنائنا بالله نتيجة هذ
1. تقصير في تحبيب الله ودينه إلى أبنائنا.
2. ممارسة أخطاء تربوية مدمرة لشخصيتهم.
3. استجلاب الشريعة والتلويح بغضب الله عندما يحمون شخصياتهم من أخطائنا التربوية بسلوكياتهم العنيفة.
أيها الكرام، من حكمة الله أن أبناءنا في صغرهم غير مكلفين ولا محاسبين على أخطائهم، وهذا يعطيهم مساحة ليحموا شخصياتهم من أخطائنا التربوية بطرق قد تبدو حمقاء ! لكنهم لا يعرفون غيرها (لأننا لم نعلمهم حسن التعبير/جزء من تقصيرنا)، ويعطينا جرس الإنذار أن نحاسب أنفسنا ونصحح أخطاءنا التربوية بدلاً من التلويح لهم بغضب الله !
لا نريد أن نكون مثل المتسلطين في بلاد المسلمين، الذين لا يؤدون ما عليهم، ثم يستخدمون نصوص الشريعة لتطويع الناس لهم !
لا نريد أن نصل بأبنائنا إلى مرحلة يقولون لنا فيها: “نعم أنا عاق”، “اغضب عليّ”، “مش مهم”…فلا أخذنا منهم لأنفسنا حقاً ولا احتراماً، ولا تركنا في نفوسهم تعظيماً لأمر الله ونهيه !
وفي الوقت ذاته لا بد أن تُزرع في الابن معاني البر والطاعة في المعروف، وأن يخوَّف بالله من العقوق، لئلا تبتلى مجتمعاتنا بأبناء يتنمرون على آبائهم، فإن هذا من ثمار المدرسة الغربية التي تطلق للطفل العنان على حساب الآباء واحترامهم.
أدِّ ما عليك، واطلب ما لك، فإن الله أعطى كل ذي حق حقه.
* عمل ماستر سهير شحادة للمزيد تواصلو على ٠٧٨٦٦٦٦١٨٧