أبنت في الأماكن الحاره ثم أجمع ويهتم بي أصحاب الذّوق والكيف بل واحترام الضيف، أنا تلك المحبوبة السمرا، أُجلى في الفناجين وعود الهند لي عطراً وذكرىِ شاع في الصين.
اعتاد العرب على وجودي لاحترام ضيفهم فرحلتي تتم بالحمس في المحماسه على تلك النار التي أوقدها جدّي ثم دقّها على أنغام موسيقه العذبه كفنان عازف صوت مهباشه وهو يدق تلك الحبّات السمرا، ورائحتها العبقة تفوح طيباً وتحيي العقول وتجمع القلوب على ذلك الفنجان حين تخيب بالهيل الفواح وتغلى وتصب في الدلال النحاسيّة لوحة من الفن والموسيقى المتناغمه، حقاً فنجان القهوة مع المهباش ودلال جدّي قرب ناره الموقده وبيت الشعر يصبح بالضيوف فيصيب الفنجان الأول للضيف والثاني للسيف والثالث للكيف هذا ما تعلمته من جدّي ووالدي، فعنوان احترام الضيف حبّ القهوة فإن أراد مطلباً ذاك الضيف وضع الفنجان ولم يشربه حتى يُعطى مايريد، فلفنجان القهوة رحلة مع البدوي والقروي بل والعربي.
لا يكاد يخلو بيت في مجتمعاتنا القروية والبدوية منه، بل وفي `معظم مناسباتنا التي تشكل القهوة عنصراً أساسياً فيها من أفراح وأفراح فهل يستبدل فنجان القهوة، بمشروب آخر وهل ترضون عنه بديلاً، لا هذا ردّ كل أصيل اعتاد الكرم ونشأ بمنبتٍ طيّب، وأنا بدوي في عيشتي ما تنعمت …. رمز الرجولة سيف والكيف دلّه.