تسجيل الدخول

وسار قلمي …. ولم يتوقّف

واحة الأدب
hanen24 ديسمبر 2019آخر تحديث : منذ 5 سنوات
وسار قلمي …. ولم يتوقّف

ما إن أمسكت القلم حتى سارَ بي لذاك المكان وتلك اللحظات التي غَمَرت حياتي وكل خلجات قلبي وكل زفرة تنتابني تعيدني معها لذاك البيت القديم تلك الغرف القديمة،أمامها حوش البيت،تتدلّى فوقه أوراق الدّوالي،وقطوف العنب،وتلك المقاعد القديمه الحديديه بجلدها الأحمر،وتلك المقاعد الحديده القصيرة التي نُسِجَت فوقها أحبالٌ بلاستيكيه،وذاك الشباك القديم بحجمه الصغير المُغطى بمنخلٍ قديم بَلِيَ مع الزّمن فتمزّق من أحد جوانبه،وصوت حنفية الماء وقت العصر،النحاسيه يمتدُّ منها بربيش الماء،مدّته جدّي لتسقي ما زرعته من نباتاتٍ وورود تحبُّها،وهي تحرِصُ عليها من أن يقطِفَ منها أحد.

أنظرُ أمامي فأجدُ تلك المداده التي عروقها تملكت في الأرض فباتت جزء من ذلك الحائط،وترعرعت معه،وأمامها حائط مطبخٍ قديم ترقع مرّات بلطخات من الإسمنت المُرَقع وأرض اسمنتية قديمة مُدّت بأيدي عفويَة،وخلف المنزل أرض ترابيّة تملكتها جذور أشجار الليمون،والتين،والاسكيدنيا،ونخلة عملاقة نزلت منها قطوف البلح بلونه الذّهبي الأصفر،خلفها سور حجريّ قديم انهار جزء منه وبقيَ بعضه،تنظر لتلك الأرض فتجد خيرات لا تدري ما هي، وكأن كلّ ما كان يؤكل من ثمر ورُميَ في الأرض من عُمر أطفال هذا البيت القديم والجدّ والجدّه ثم نما وأنبع من جديد وكأنه يقول هذه الحياه تعود،لن أنهي ذلك الوصف الذي يسحب قلمي ليكتب كلمة تلو الأخرى … فلعلّ الذي يسيّر قلمي مكنون نفسي وتلك الذكريات التي ربطتني في ذاك المكان،فقد كان مُتنفسي آنذاك ولمست فيه حنان الطفوله مع لمّة الأهل عند العصر وكوباً من الشاي بالنعناع هل سيتوقف القلم أم سيكمل ……

                                                                                           بقلم الوعد الشهوان  

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.