تسجيل الدخول

رمضانيات..الحجاب العصري!

موسوعه زوران15 أبريل 2021آخر تحديث : منذ 3 سنوات
رمضانيات..الحجاب العصري!

مجلة زوران-زورانيات-5-4-2021

مما يؤذي العين أننا نشاهد في أيامنا هذه فتيات مسلمات يرتدين أغطية الرؤوس كأنها أسنمة البخت – على نحو ما وصف الحديث الشريف- ومن تلك الأغطية تبدو وجوه تعج بألوان المساحيق، ويرتدين ملابس ضيقة تلتصق بالجسد على نحو تأباه بعض النساء السافرات.
هذا الحجاب العصري-إن صحت التسمية- ليس هو الحجاب الذي فرضه الله على المرأة المسلمة، بل لا يمت له بصلة من قريب أو بعيد.
لسنا نتحدث هنا عن الخمار بمعنى غطاء الوجه، فهذا موضع خلاف بين العلماء من جهة وجوبه، وربما أوجبه بعضهم في حال دون حال. إنما نتحدث هنا عن الحجاب الذي يشمل ستر جسد المرأة باستثناء الوجه والكفين؛ فإن وجوبه موضع إجماع بين علماء الأمة.
هذا الحجاب لا بد فيه من وجود شروط ثمانية :
الأول: أن يستر البدن كله ما عدا الوجه والكفين.
الثاني: ألا يصف أياً من أعضاء البدن(أي أن يكون فضفاضاً غير ضيق).
الثالث: ألا يشف(أي أن يكون من قماش سميك غير شفاف ولا رقيق).
الرابع: ألا يشبه ملابس الرجال، فارتداء المرأة عباءة الرجل-مثلاً- لا يجوز، على الرغم من أنها عباءة فضفاضة.
الخامس: ألا يكون لباس شهرة(وهو الذي يقصد به الظهور والاشتهار بين الناس).
السادس: خلو الثوب من العطر والبخور(وليس المقصود خلوه من رائحة النظافة المطلوبة، بل خلوه من العطر الظاهر المنتشر).
السابع: ألا يكون اللباس في حد ذاته زينة(مثل أن يكون ذا ألوان أو نقوش لافتة، أو مرصعاً بزينة لامعة).
الثامن: ألا يتشبه بملابس غير المسلمات(وذلك لتأكيد الهوية الإسلامية، وليس من باب الإساءة إلى غير المسلمين).
وهذه الشروط مفصلة في كتب الفقه لمن أراد الاطلاع.
ولو نحن تتبعنا هذه الشروط لوجدنا ملابس الفتيات المسلمات في أيامنا تخالفها كلها، أو تخالف معظمها.
لا ريب أن هدف الإسلام من فرض الحجاب ليس تقييد المرأة، أو كبتها، أو انتقاصها، بل الهدف صونها، وسترها عن أعين الأجانب، وبخاصة من لا يتقي الله منهم، وليس الهدف من الحجاب قتل شغف المرأة بالزينة والأناقة، بل إن لها أن تعنى بزينتها وأناقتها في بيتها، وفي الجلسات النسائية الخاصة وفق حدود شرعية فيما تلبسه أمام النساء، وأمام المحارم، وفي بيت الزوج. وتفصيل ذلك وارد في كتب الفقه لمن ترغب في إقامة حدود الله.
إن فرض الحجاب ليس مقتصراً على الدين الإسلامي خلافاً لما يروج بعضهم، بل إنه وارد في الشرائع السماوية كلها، وهذا واضح لا يحتاج إلى بيان.
لقد آن الأوان لفتياتنا المسلمات أن يلتزمن أحكام الحجاب مع مراعاة الأناقة وحسن المظهر الذي يوحي بالاحترام والثقة؛ إذ لا منافاة مطلقاً بين الاحتشام والأناقة لكل ذي بصر وبصيرة.
د. فوزية ديراني

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.