تسجيل الدخول

رمضانيات .. موائد الإفطار

موسوعه زوران17 أبريل 2021آخر تحديث : منذ 3 سنوات
رمضانيات .. موائد الإفطار

مجلة زوران-زورانيات-17-4-2021

من المستغرب أن يكون شهر الصيام شهر إقبال منقطع النظير على شراء أنواع المأكل والمشرب، ومن المستغرب كذلك أن نجد مائدة الإفطار في شهر رمضان حافلة بأنواع الأطعمة والأشربة أكثر من حاجة الأسرة، ثم يلقى في حاويات النفايات كثير من تلك الأطعمة التي تهدر دون وازع أو رادع.
في الوقت نفسه نسمع أخباراً مؤلمة عن عائلات لا تكاد تجد على مائدة إفطارها سوى الخبز والماء، وربما وجدت إلى جانبهما بعض اللبن أو الخضروات. أما اللحوم والفاكهة والحلوى فلا تدخل بيوتهم شهوراً متتالية. ولا ريب أن بعضاً منا قد صدم مرة أو مرات برؤية شخص يلتقط من حاوية النفايات ما يلقيه أصحاب متاجر الخضروات من حبات خضروات أو فاكهة قد أصابها التلف.
الإكثار من أصناف المأكل والمشرب، وإلقاء الزائد في حاويات النفايات أمر لا يقبله الدين، ومسلك تأباه الإنسانية.
إذا نظرنا إلى الأمر من جهة الوسطية- وهي من سمات الإسلام- تبين لنا حرمة الإسراف في كل منحى من مناحي الإنفاق، فما بالك إن وصلنا إلى حد إلقاء المأكولات في حاويات القمامة في حال ازدياد مستويات الفقر والجوع والبطالة؟!
وإذا نظرنا إلى الأمر من جهة التكافل الاجتماعي فلا ريب أن هذا المسلك مناف تماماً لروح التكافل الاجتماعي والإنساني.
وإذا نظرنا إلى الأمر من وجهة علمية صحية فمن المعروف أن التنويع الزائد في الأطعمة على المائدة الواحدة له أضراره على الجهاز الهضمي، وعلى الصحة العامة.
وإذا نظرنا بعد ذلك كله إلى حكمة الصيام فسنجد أن المبالغة في تنويع الأطعمة، ونسيان الفقير والجائع يتنافى وروح الصيام، ولا يحقق إحدى الحكم الجوهرية فيه.
فلنقتصد إذن في موائدنا الرمضانية، وفي سائر أيامنا، ولنتفكر في أحوال الفقراء، والجياع، والأرامل، والأيتام، وليكن لهم من أطعمتنا وأموالنا نصيب، ولنحرص على حفظ النعمة في هذا الشهر الفضيل، وفي سائر أيامنا؛ لأن الاستهانة بالنعمة ينذر- لا سمح الله- بزوالها، وأما حفظها فهو من أبواب ديمومتها.
د. فوزية ديراني

كلمات دليلية
رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.