تسجيل الدخول

ويعود اليوم من جديد

واحة الأدب
hanen22 ديسمبر 2019آخر تحديث : منذ 4 سنوات
ويعود اليوم من جديد

مازلت أذكر تلك المدرسة القديمة وأدراجها الخشبية وساحاتها الممتدة،والمسافة التي أسير بها من بيتي وحتى المدرسة،أحمل على ظهري حقيبة صنعتها أمي من قماش،بداخلها بعض الكتب،والأهم سندويشة الزيت والزّعتر،وخمسة قروشٍ لأشتري بها ما أريد،أرتدي حذاءً من الجلد انشق من جنبه مخيطته أمي بخيطٍ أسود،وسعة من البرد تلمس جسدي من أكمام البلوزة الصوفيّة قصيرة الأكمام،ثم أصل المدرسة فينتظرني الاستاذ وهو يحمل عصاه الطويلة ويقول خلصني على صفك مازالت الكلمات ترنّ في أذني،ثم ندخل الصف،نستمع لشرح الأستاذ،وما هي الا ساعات حتى يرن جرس الحصّة الأخره فتراكض مع الزملاء لنلحق البيت ونرمي الحقائب،ونسرع للهو في الشارع الخالي من السيارات في الطريق الترابيّة لم نجد سوى القليل،وكم نلبس سوى البسيط،مصروفنا قروش،ونعمل في الأرض وندرس على فنيار أو ضوء شمعة،تنام على جنبيّة على الحصير،نتغطى بلحاف جهزته أمي،نفيق للصلاة مع صوت الدّيك،وبشرب الشاي مع الزيت والزّعتر ويعود اليوم من جديد.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.