مجلة زوران-زورانيان-18-4-2021
في النصف الثاني من القرن الفائت اشتهرت في أوساط مثقفي العرب مقولة:” الكاتب مصري، والناشر لبناني، والقارئ عراقي”. بالطبع ليس المقصود أن بقية المثقفين العرب لا يقبلون على القراءة، بل إن المثقفين في سائر بلاد العرب- منذ بدايات عصر النهضة الحديثة وما سبقها من قرون- عرفوا بشغفهم الشديد بالقراءة، وطلب المعرفة، واقتناء الكتب في شتى ألوان العلوم، والفنون، والآداب، غير أن تبدل الحال في أيامنا هو ما يؤسف له.
من ذكريات طفولتنا الرمضانية أننا كنا نحرص على استعارة الكتب من مكتبة المدرسة؛ لكي نتخذ من الكتاب رفيقا لنهارنا يساعدنا على نسيان الجوع والعطش، حتى يحين موعد الإفطار، وكانت الكتب في تلك المرحلة المبكرة أشعاراً، وقصصاً، وروايات، ثم على تعاقب الأعوام تملكنا شغف القراءة في شتى ميادين المعرفة.
هذه الأيام- برغم كثرة حملة الشهادات العلمية- لم نعد نجد روح الشغف بالقراءة، خلافاً لما عهدناه عن المثقف العربي في القرن الماضي.
قراءة الكتب المتنوعة-وبخاصة الكتب الورقية- في حقول المعرفة المتنوعة تسهم في إغناء الفكر، وتحريك ملكات الإبداع، وصقل المواهب، والتمكن من ناصية اللغة.
ربما يسهم التلفاز، والشبكة العنكبوتية(الإنترنت) في تقديم المعلومة، غير أن الكتاب الورقي يظل سيد الثقافة بلا منازع.
فلنحرص على خلق روح الشغف بالقراءة لدي أبنائنا، ولنحرص على تخصيص وقت محدد- في اليوم أو الأسبوع- نمضيه بمعية الكتاب، ولنحرص على زرع روح الألفة والصداقة بين أبنائنا وبين الكتاب؛ فالكتاب كان وسيظل- مهما تطورت التقنيات- أساس الثقافة، وركن المعرفة الركين.
د. فوزية ديراني