مجلة زوران-زورانيات-22-4-2021
حينما بدأ استخدام الهاتف المحمول في تسعينيات القرن الماضي كان استخدامه مقتصراً على الاتصال الصوتي، وتبادل الرسائل النصية، ثم أصبح الهاتف المحمول عالماً متكاملاً ربما يغنيك عن استخدام حاسوبك الشخصي، وعن استخدام آلة التصوير(الكاميرا)؛ لأنها أصبحت متضمنة في الهاتف منذ أواخر العقد الأول من القرن الحالي.
آلة التصوير في الهاتف نعمة إذا استخدمت استخداماً صحيحاً، فربما استخدمت في التقاط صور لوثائق مهمة للإرسال والاستقبال، مثل صورة تقرير طبي، أو بطاقة شخصية، أو نسخة من السيرة الذاتية، وما إلى ذلك.
من جهة ثانية يمكن أن تتحول هذه النعمة إلى نقمة إذا نحن أسأنا استخدامها، فكثير من الشباب والفتيات في هذه الأيام يحفل الهاتف المحمول لأي منهم بملفات تزدحم فيها ملفات الصور الشخصية التي لا ضرورة تقتضي تخزينها في الهاتف مطلقاً؛ فالهاتف ربما تعرض للكسر، أو التلف، أو الضياع، وربما وقعت هذه الصور الشخصية بين أيد غير مؤتمنة، وبخاصة حينما يتصل الامر بالفتيات.
عند استخدام آلة التصوير في الهاتف لا بد من مراعاة ضوابط منها:
أولاً:
عدم تخزين صور شخصية للفتيات، وبخاصة وهن لا يرتدين حجابهن، وعلى نحو اخص إذا عرفت أسماؤهن وهوياتهن.
الثاني:
عدم تصوير مستندات مالية فيها أرقام حسابات مصرفية، وعدم نشر أي معلومات مالية، أو بيانات شخصية يحتمل ان تجلب الأذى.
ثالثاً:
الإقلال من نشر صور الأطفال، وشهادات تفوقهم، وموائد الأطعمة الفاخرة، وألوان النعم، فلربما صادفت تلك الصور عين حاسد، أو عين فقير محروم.
رابعاً:
استخدام الهاتف للاتصال الصوتي فقط، دون الاتصال المرئي على مواقع التواصل الاجتماعي، وقصر الاتصال المرئي على المحيط العائلي. وعند استخدام التواصل المرئي في قاعة المحاضرات الافتراضية مثلاً ينبغي ارتداء المحجبات حجابهن، أو ارتداء الملابس المحتشمة للأخوات غير المحجبات.
ختاماً ينبغي أن نتذكر أن الهاتف ليس الأصل فيه أن يكون آلة تصوير، وأن آلة التصوير في الهاتف إضافة تقنية ينبغي الحرص على ترشيد استخدامها؛ حتى لا تستحيل النعمة نقمة.
د. فوزية ديراني