لقد باتت الحياة مملة عندما نسينا لمه العيلة كانت أجمل اللحظات عندما يعود الأب من حفلة في القرية وقد أعياه التّعب يتصيب عرقا يومه كاملا في المساء وقد جهزت أمي الطبق الرّيفي الشعبي أكلت الرّشوف العدس والأرز مع الجميد البلدي،وحوله ما اقتطفته من البصل الأخضر والفجل وخبز الشراك،نجلس معا حول تلك المائدة المستديرة تارة،أو ذلك أو ذلك المشمع القديم التقليدي،بينما يغتسل أبي فيأتي حاملا بشكيره يمسح يديه وهو يقول يا الله لك الحمد ولك الشكر،كيفكم بابوي،كيف المدرسة،وينظر لامي التي أمضت يومها مقسماً بين تجهيز الأولاد للمدرسة،ثم تجهيز المنزل ورائحة القهوة العربية تهف كل حين،وبعدها تبدأ بالانتظار عاد الأولاد وهي تحضر طعامهم،وتهيئ لهم جوّ الدراسة،ثم يقترب العصر فتجهز إبريق الشّاي وتنزل للحقل لتعود مع أب العائلة يلحقها الأولاد يتراكضون فتعيدهم ليجهزوا لليوم التاني،وما هي إلا ساعة وبضع الساعة حتى تعود مع راعي بيتها لتجهز الجلسة المعتادة،ونحن نسمع قوله لها الله يعطيك العافية يا أم محمد-ثم تبتسم وهي تقول:اللّه يديمك يا أبو محمد.
ثمّ نلتمُّ معاً لتناول لقمة هنيّة بعدها كوباً من الشاي بالميرميه،على ضوء القنديل وكل منّا منشغل بأشيائه الخاصة ليلهو بها من حجارةٍ صغيرة أو عيدان لعبةً من القماش،ما أسعدها من لحظات وأبي متّكئ على وسادته يحفنا بحنانة الأبويّ،نتحلّى بحلوى أمّي قطع من اللزّاقيات ثمَّ نسعد بلمه العيلة.
بقلم:وفاء أبو حسن